تحدث الخروصي عن أهمية التاريخ الشفوي في المحافظة على الهوية الوطنية، فالتاريخ الشفوي تحتاج إليه الهوية الوطنية، فاللغة والحواروالرواية وتناقلها من جيل لآخر تعينان الأجيال في المحافظة على الهوية الوطنية، وتنتقل نماذج الهوية الوطنية عبر الجماعات والأسروالعشائر حسب طريقة التواصل والتفاعل، ونجد الهوية الوطنية حاضرة في أي موقع ومكان، حتى تلك الأماكن النائية والبعيدة نجد فيهاهوية ثقافية، لأنّ طبيعة الإنسان إيجاد وسيلة للحياة والبقاء، ونلاحظ أنّ هناك أطفال نشأوا في بيئات منعزلة ولكنهم كوّنوا لهم هوية.

وأضاف الخروصي، أوجدت العولمة الحاجة إلى التخطيط السليم لإدارة التاريخ بشكل يتواكب مع المتطلبات المحلية ويتكيف مع الثقافةالعالمية من جهة، وهذا الأمر يجعل الاهتمام بموضوعات التاريخ الشفوي أكبر، وينبغي على الدولة أن تنافس الآخرين لإبراز تاريخهاالشفوي الذي هو امتداد لحضارة عمانية عريقة منذ آلاف السنين وقد تشكل العولمة في كثير منها خطرًا يهدد الهوية الوطنية التي تتمثلبشكل أكثر جلاء في الهيمنة والسيطرة الثقافات وهويات أخرى، الأمر الذي يجعل من أبناء الأمم الأخرى يتمسكون بشيء من الملامحالفولكلورية والتاريخية الجامدة.

وعن علاقة التكنولوجيا بالتاريخ الشفوي، ذكر الخروصي: "من خلال رصدنا لوسائل التواصل الالكترونية وما يتم نشره وبثه فيها منمعلومات من قبيل الفنون الشعبية والعادات والتقاليد والتاريخ والثقافة والرياضة وغيرها سواء كانت مواد مكتوبة ومطبوعة، أو على شكلحوارات ومقابلات ولقاءات فإنها تساعد على حفظ التاريخ الشفوي، إن عدم حفظ المقابلات في أوعية الحفظ المناسبة وحمايتها من الظروفالمناخية أو التهديدات البشرية، ممّا يجعلها عرضة للاختراق ممن لديهم توجهات تتعارض مع قيم وأهمية التاريخ الشفوي خاصة تلك الدولأو الجماعات التي ترى في أعمال التاريخ الشفوي على أنّه يُشكل تهديدًا فكريًا وحضاريًا وتاريخيًا من خلال كشفه للكثير من حالاتالتزييف للحقائق وتزوير للتاريخ وطمس للوقائع".

وتحدث الخروصي عن استمرارية وتطور التاريخ الشفوي وأشار إلى أنه لا نعني بهذا التطور هو نقل التاريخ الشفوي من صيغته، الروائيةإلى المادة المكتوبة، ولا نقصد هو ذلك التحول من رواية شفوية إلى عمل مادي محسوس، إنّما المقصود هي تلك المفاهيم والمعاني الإنسانيةالتي رفدت مجالات الأعمال والممارسات حتى تتحول إلى حالة من الابداع المتميز، ومن الملاحظ أنّ التأثيرات الخارجية عادة ما تكون أكثروضوحًا على التاريخ الشفوي، وقد تكون أحيانًا مُؤثرات عابرة أو عرضية وتتسم بالبطء على التاريخ الشفوي.

وأضاف الخروصي أن التطور الاقتصادي كان له إسهاماته في إضافة مواد أخرى للتاريخ الشفوي، ترافق مع التطور وظهور عادات وأعمالوفنون وثقافات لها مدلولاتها في التاريخ الشفوي الطفرة النفطية نتج عن الطفرة النفطية وفرة مالية ورخاء اقتصادي وعودة الكثيرين من أبناءسلطنة عُمان العاملين والمقيمين في الخارج إلى البلاد، حاملين معهم بعض الأفكار والفنون والممارسات التي أدخلوها على الحياة العمانية،وفي ختام الورشة عرض الخروصي نماذج من مقابلات التاريخ المروي.