أقيمت مساء اليوم بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب جلسة حوارية بعنوان: الشخصية في رواية تبكي الأرض يضحك زحل لعبدالعزيز الفارسي نظمها صالون فاطمة العلياني ضمن الفعاليات المصاحبة لـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب

أدارت الجلسة الدكتورة فوزية الفهدية بإدارة الجلسة مع مالك بن محمد البلوشي الذي استعرض أهم الفصول في أطروحته حول الرواية، حيث تحدث في الفصل الأول عن أنماط الشخصية الروائية والتي قسمها إلى نمطين رئيسيين وهما: دور الشخصية والنمو والثبات فيها. وقال بأن دور الشخصية ينقسم كذلك إلى أدوار رئيسية وأدوار ثانوية تتباين في الرواية من حيث نموها وثباتها إلى شخصيات نامية وأخرى ثابتة. وفي الفصل الثاني تحدث عن أبعاد الشخصيات والطرق التي استخدمها الكاتب الراحل لإظهار ورسم هذه الشحصيات، وفي الفصل الثالث تكلم عن العلاقات بين الشخصيات في الرواية ومكوناتها الزمانية والمكانية.

وقال بأنه لم يتطرق في أطروحته للمفاهيم من خلال المعنى اللغوي والاصطلاحي إلا للضرورة إذ أنه يرى أن معظم الباحثين يستهلك الكثير في وضع التعريفات في حين أن الجهد العملي والتطبيقي قليل. وأضاف بأنه ناقش في أطروحته أبعاد الشخصيات الروائية التي تمثّلت في بعدين هما: البعد الداخلي الذي يُعنى بالصفات الداخلية للشخصية وعاطفتها وحالتها النفسية، الأمر الذي ساهم في دراسة هذه الشخصيات من حيث النمو والثبات ومعالجة العقد النفسية لها وحالات التأزّم كما كان واضحاً في الشخصيات الرئيسية للرواية مثل خالد بخيت والجد زاهر بخيت وسهيل الجمرة الخبيثة. وأما البعد الثاني هو البعد الخارجي الذي يتناول الشكل أو الهيئة التي تظهر عليها هذه الشخصيات مبينة البعد الاجتماعي والثقافي لها، حيث أنه لجأ إلى توظيف الأسماء ودلالاتها الخارجية كاطلاقه اسم خديم ولد السيل على إحدى شخصياته الثانوية.

كما تحدث عن تعدد العلاقات في الرواية والتي قسمها إلى ثلاثة محاور وهي: علاقة الشخصيات ببعضها البعض والتي يفرضها مكان الرواية والصراع الدائر في القرية والعلاقات الإنسانية المتناقضة وتداخلها بين الحب والكره والحياة والموت. والمحور الثاني وهو علاقة هذه الشخصيات بالمكان، والمحور الثالث وهو علاقتها بالزمان حيث اشتغل الكاتب فيها على تقنيات الاستباق والاسترجاع الزمني من خلال شخصياته. وقال بأن كل هذه العلاقات المتعددة عملت على تحفيز الأحداث وتطورها، كما ساهم ابتعاده عن تسمية الأماكن على إمكانية اسقاط الرواية وصراعاتها على أي بعد جغرافي سواء كان صغيراً بحجم قرية أو كبيراً بحجم دولة.