#جليس : نظمت مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر مساء اليوم ندوة عن العالم الفقيه عيسى بن صالح الطائي بعنوان (سيرة ومسيرة) وذلك بقاعة ابن دريد، بمشاركة كل من الدكتورمحمد بن حمد العريمي والأديب والشاعر سماء عيسى وحارث بن جمعة الحارثي وأحمد بن عبدالله الكندي وأدار الندوة عبدالله بن محمد العبري، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية #لمعرض_مسقط_الدولي_للكتاب_2023.

وتم خلال الندوة مناقشة سيرة العالم الفقيه عيسى بن صالح الطائي الذي ولد في سمائل عام 1306هـ الموافق عام 1889م بحسب المصادر التي أرخت له، فهو ينتمي إلى عائلة عريقة في العلم، وتولى عدد منهم المناصب المهمة في القضاء، كما برز آخرون في مجال نسخ الكتب والصكوك ، ولم يقتصر نشاطهم الفكري على مدينة معيّنة في سلطنة عُمان بل كانوا يتوزعون ما بين عدّة حواضر من بينها ،نزوى وسمائل وبوشر، ومسقط، كما امتد نشاطهم الفكري إلى خارج السلطنة وتحديدًا إلى شرقي أفريقيا، حيث برز منهم هناك مجموعة من الشخصيات في مجالات فكرية عديدة.

وخلّف الشيخ الطائي العديد من القصائد المتفرقة والتي تتنوع ما بين قصائد طويلة وأبيات قصيرة، وقد تكفل الباحث سلطان بن مبارك الشيباني بجمع القصائد التي عثر عليها من بطون المخطوطات، وضمنها كتابه (المتفرق من أشعار الشيخ عيسى بن صالح الطيواني)، كما قام الباحث حارث بن جمعة بن سعيد الحارثي بتحقيق ديوان الشيخ عيسى بن صالح الطيواني، حيث ضم الديوان (17) قصيدة متفرقة للشاعر، مع تحليل لأبياتها، وتعريف بأبرز المصطلحات وأسماء الشخصيات الواردة في تلك القصائد إلى جانب تناول شاعرية الشيخ عيسى.

وكان الشيخ أحد المرافقين للسلطان تيمور بن فيصل إلى ظفار في العام 1923 ، الرحلة التي استمرت لبضعة شهور دوّن من خلالها عددًا من الملاحظات والمشاهدات التي جمعها في مخطوط (كشف الأستار عن حالة ظفار).

وكان الشيخ عيسى بن صالح الطيواني متفاعلًا مع الأحداث العربية والإسلامية وكان من بين أبرز وسائل ذلك التفاعل والتواصل الصحف العربية التي تصدر في تلك الفترة والتي ارتبط الشيخ عيسى مع عدد من أصحابها بعلاقات وطيدة، مما حدا بتلك الصحف إلى نشر النتاج الفكري والأدبي للشيخ عيسى وتتبع أخباره المختلفة.

ونظرا لكونه سليل أسرة علمية اهتمت بالفقه وتولى عدد من أفرادها في تقلد منصب القضاء، ولكونه أحد قضاة مسقط البارزين، فقد كانت للشيخ عيسى عدد من الفتاوى والأجوبة الدينية النثرية والشعرية فقد الكثير منها ولم يتم حفظه، وإن كانت هناك إشارات واردة في بعض الرسائل الشخصية والمخطوطات تدل على دور مهم للشيخ في هذا المجال.

وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذله الباحثين في تجميع أشعار الشيخ عيسى، إلا أن هناك العديد من القصائد والتخميسات التي لا تزال مفقودة.