#جليس : تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية أقامت جمعية الصحفيين العمانية بقاعة الفراهيدي الندوة الحوارية الوطنية حول المشاركة المجتمعية ودورها في صنع القرار والتي استمرت على مدى يومين متتاليين وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب_2023

بدأت الندوة بكلمة ألقاها الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانيين قدم خلالها نبذة تعريفية عن الجمعية ورسالتها وأهدافها وخططها ورؤاها وأكد على أن المشاركة المجتمعية في صنع القرار هي إحدى مرتكزات رؤية 2040 والتي تهدف لتعزيز المشاركة والمساهمة في صنع القرارات التي تخص الحياة الاجتماعية والاقتصادية وما يمس المواطن بصورة مباشرة، وتم تقديم عرض مرئي بعد كلمته تضمن مرتكزات الرؤية ومساعيها لتعزيز المشاركة المجتمعية، قدمت بعد ذلك الدكتورة أمل الجهورية رئيس الفريق الفني للندوة نبذة عن الندوة وعدد جلساتها.

تحدثت الجلسة الافتتاحية التي أدارها الإعلامي خالد الزدجالي عن الدور التشريعي المنوط بمجلس الشورى وضرورة الفصل بينه وبين الدور الخدمي الذي يقوم به المجلس البلدي، والتأكيد على أهمية هذا الدور التشريعي في مراجعة وسن القوانين التي يراعى فيها الصالح العام ويحفظ الحياة الكريمة للمواطن ويغلّب مصلحته، ودور وحدة تنفيذ رؤية عمان 2040 ومكاتبها في مختلف الوحدات الحكومية في ترجمة رؤى وتطلعات الشباب إلى واقع ملموس والتفاعل مع مطالبهم وتوجهاتهم، وتم التأكيد على أن محاور الرؤية تمت صياغتها واعتمادها بعد المؤتمر الوطني الذي أضاف محوراً جديدا إلى الرؤية ليصبح عددها أربعة وما هذا إلا تأكيد ونتاج للمشاركة المجتمعية في صياغة هذه المرتكزات. وعلى سبيل المثال تم التطرق إلى إنشاء جهة خاصة بالشباب والتي كانت نتيجة مطالبات شبابية بضرورة وجود منصة تمثلهم، وتعمل بالرؤية حالياً على الاستراتيجية الوطنية للشباب.

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان دور المؤسسات التعليمية في تعزيز المشاركة المجتمعية الداعمة لصناعة القرار الوطني، أدارتها الدكتورة عهود البلوشية وحاورت عدد من المختصين عن دور المؤسسات التربوية والتعليمية في تعزيز وغرس مبادئ المشاركة المجتمعية وأهميتها في صناعة القرار جنباً إلى جنب مع مؤسسات المجتمع الأخرى، وكيف تساهم هذه المشاركة على ضرورتها في توجيه وصناعة القرار،، وتحدثت الجلسة الثالثة التي أدارها الإعلامي سالم العمري المدير العام لإذاعة الوصال عن الإعلام وتأثيره على تعزيز المشاركة المجتمعية الداعمة لصناعة القرار الوطني والدور المنوط بالإعلام عبر جميع المنصات في تعزيز المشاركة المجتمعية وأهميتها في صناعة القرار.

وفي الجلسة التي أدارها الدكتورعبدالعزيز العجمي من جمعية الصحفيين العمانية تحدث الضيوف عن أهمية المشاركة المجتمعية وأشكاله المختلفة كلٌ من واقع المؤسسة التي يمثلها، فجمعية المحامين العمانية تعزز هذه المشاركة عن طريق التوعية والتعريف بالقوانين وأيضا المساهمة في مشروعات بعض القوانين وكذلك إطلاق المبادرات المجتمعية كمبادرة فك كربة التي تدخل عامها الثاني عشر على التوالي، فيما تحدث الشيخ هلال الشيذاني عن دور الجمعية العمانية لحقوق الإنسان والذي يتمثل برصد البلاغات ودراسة الحالات وإعداد البيانات وتحليلها وكذلك العمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وعن دور جمعية المرأة العمانية استعرضت الدكتورة بدرية الوهيبية مشاركتها في معظم الورش والمختبرات في صياغة أهداف وأولويات رؤية عمان 2040 وقدمت اقتراحات بإضافة بعض الأولويات كأولوية الرفاه وأولوية الحماية الاجتماعية وأولوية الثقافة وأيضا أولوية التشريع وتنمية المحافظات، كما قامت بإعداد بعض الدراسات والتنسيق مع الجهات المعنية.

كما استضاف الإعلامي حسين حاردان من تلفزيون سلطنة عمان عدد من المختصين في المؤسسات الحكومية للحديث عن دور مجلس الشورى في تعزيز المشاركة المجتمعية لصنع القرار وواقع هذه المشاركة والتحديات التي يواجهها المجلس والعزوف العام عن المشاركة الانتخابية، والتي أرجعها إلى عدم الثقة بالمجلس نتيجة تراكمات سابقة لعدم الأخذ بالمشروعات والتوصيات التي يرفعها المجلس وإلى شخص العضو الذي يمثل تطلعات ورؤى المجتمع. فيما تكلم الباحث مبارك الحمداني أن هناك خمس عوامل رئيسية تدعو لضرورة مشاركة الشباب وهي تسارع التقدم التكنولوجي وتنمية مسارات الاستدامة والتحولات التركيبية للسكان وتنافي الشعور بالهدف وتحولات الاقتصاد، كما أضاف بضرورة الاشتغال على قاعدة بيانات صديقة للشباب التي ستساهم في سهولة الوصول لهذه الفئة والاطلاع على أحدث رؤاهم وتطلعاتهم واقتراحاتهم ويمكن للاقتصاد السلوكي أن يساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية بالتخلي عن المعايير التقليدية وتهيئة الوسائل المناسبة للتعامل وتخيّر الوقت المناسب للتدخل وكذلك تحويل المشاركة الموسمية المتمثلة بالانتخابات كمثال إلى مشاركة فاعلة داخل المؤسسات. تحدث بعدها الفاضل سعيد المنجي عن دور مركز الشباب والذي جاء إنشاؤه ترجمة لمطالبات شبابية أجريت خلال مختبرات رؤية 2040 من خلال تقديم برامج شبابية متنوعة موزعة على جميع المحافظات ولا تقتصر على محافظة مسقط والعمل على استدامة هذه البرامج وتحديثها تماشياً مع حاجة الشباب ورغباتهم وتطلعاتهم. وجاء الحديث عن تعزيز مفهوم المشاركة المجتمعة في المؤسسات التربوية والتعلمية من خلال تشكيل المجالس الاستشارية الطلابية والتي تحدث عنها الفاضل أحمد السواقي مشيرا إلى أن الهيكل التنظيمي لهذه المجالس ينص على ضرورة حضوره كممثل للطلبة في اجتماعات مجالس إدارات الجامعات أو الكليات الأمر الذي يساهم في نقل تطلعات واحتياجات الطلبة إلى هذه الإدارات وتقديم مقترحات حول القطاعات التي تمسهم.

وفي الجلسة الختامية استضاف الدكتور مهند العصفور مختص في الموارد البشرية والتطوير المؤسسي عددا من الضيوف للحديث عن مفهوم المشاركة المجتمعية بالنسبة للقطاع الخاص ودورهم في استدامة هذه الجهود بوضع سياسات ودراسات تنظم هذا القطاع وإخضاعه إلى أدوات ومعايير قياس لتطويره وتجويده.