#جليس: أقيمت صباح اليوم في قاعة الفراهيدي حلقة نقاشية بعنوان أمناء المكتبات وأثرهم على القراء والمكتبات نظمتها مبادرة صباحات إبداعية وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لـ #معرض_مسقط_الدولي_للكتاب، حيث استضافت المبادرة عددًا من أمناء المكتبات لإستعراض تجاربهم مع العمل في المكتبات وإنعكاس هذه التجارب على حياتهم الخاصة.

تحدث بداية الأستاذ إبراهيم الصلتي مؤسس وصاحب مكتية قراء المعرفة في بوشر والمتخصصة في الإصدارات العمانية عن بداية الفكرة، وانطلاقتها البسيطة التي بدأها بمعية وتشجيع عدد من الأصدقاء والداعمين بمجموعة بسيطة من الإصدارات بلغ عددها ثلاثين نسخة من كتاب الجمال الصوتي للأستاذ بدر العبري، وكيف جذبت هذه المبادرة عددًا من الكتّاب العمانيين الآخرين لتزويده بنسخ من إصداراتهم المختلفة.

وذكر كيفية توسع هذه التجربة من مجرد مكتبة إلكترونية لمكتبة قائمة وتضم الآن ما يقارب ألفًا ومائة وستة وسبعين عنواناً جميها للكتّاب العمانيين.. كما أضاف أنه يسعى دائمًا لتجويد هذه الكتب التي يضمها في مكتبته، وأنه كأمين مكتبة قاده طموحه لتأسيس صالون ثقافي يسعى لاستضافة الكاتب العماني وجمعه بالقراء بهدف ردم الفجوة الموجودة بين الكتّاب العمانيين وشريحة القراء وعقد حلقات نقاشية لتعريفهم بالنتاج الثقافي العماني.

واستعرض كذلك بداياته مع القراءة وشغفه بها والمواقف التي تمر عليه بصفته أمين مكتبة مع الشرائح المختلفة للقراء.

تحدثت بعد ذلك الأستاذة عائشة البلوشي أمينة مكتبة نادي قريات سابقًا عن تجربتها بالعمل في مكتبة النادي، وبداياتها في حب القراءة وتأثير بورخيس على هذه التجربة. وقالت: أن أمين المكتبة حين يدخل للمكتبة يتحول كائنًا آخر قادرًا على التجول والتحليق بين العوالم المختلفة التي تضمها الكتب، وأنه يمتلك ذاكرة خارقة تمكنه من حفظ الكثير من العناوين والاحتفاظ بمواقع الكتب على الأرفف في ذاكرته، وفي معرض حديثها عن تجربتها كأمين مكتبة وضحت أن من مهام أمين المكتبة أن يكون عامل جذب للقراء بمختلف مستوياتهم. كما أضافت أنها قامت مع مجموعة من الشباب المتطوعين من الولاية بتأسيس مركز ثقافي تابع للنادي، وقد قدم العديد من الفعاليات الثقافية داخل وخارج الولاية. ختمت حديثها بمواقف تعرضت له أثناء عملها في مكتبة نادي قريات وقالت أنه لا بد أن يكون أمين المكتبة في حد ذاته مكتبة متنقلة.

قام بعدها الأستاذ عبدالله الشيادي رئيس قسم المجموعات الخاصة بالمكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس بعرض تجربته في العمل كأمين مكتبة واستطرد حديثه عن بداياته مع القراءة والتخصص، وركز على أن من مهام أمين المكتبة أن يكون قادرًا على التفاعل مع المستفيد باحترافية أيًا كان هذا المستفيد واحترامه. ثم سرد بعد ذلك عددًا من المواقف التي مر بها أثناء عمله في المكتبة الرئيسية وأكد على الدور الكبير الملقى على عاتقه في عكس جوهر مهنته ومؤسسته ومسؤوليته تجاه المجتمع.

وكانت التجربة الأخيرة للأستاذة سارة علي أمينة مكتبة بيت الزبيرالتي تحدثت عن التحديات التي واجهتها في بداية عملها وعن الفكرة السائدة التي تخلط بين عمل أمين المكتبة وبائع القرطاسيات. وفي تفصيل الحديث عن التحديات التي واجهتها قالت أن من أهمها كان العمل على إدارة نظام المجموعات وتصنيف الكتب واختيار المناسب الذي يتفق والمؤسسة التي تعمل بها والكتب المتوفرة في المكتبة أو التي تسعى لإضافتها. وكان التحدي الأكبر في أنها ليست متخصصة في البرمجة، الأمر الذي استدعى البحث المكثف في الأنظمة المتبعة في المكتبات العالمية وعن الشركات وعروض الأسعار التي يمكن أن تساعدها بتنفيذ هذا النظام..مضيفة أنها واجهت تحديًا آخر حين تقرر نقل مقر المكتبة إلى مكان آخر، فتم على ضوء ذلك إسناد العمل لها لوضع تصور لتصميم مرافق المكتبة وتحديد عدد الموظفين والأجهزة والجانب النظري في ما يخص سياسات المؤسسة. واختتمت حديثها بأن هناك مهامًا جديدة أضيفت لعمل أمين المكتبة بما يواكب التطور التقني منها: كتابة المحتوى وإدارة منصات التواصل الاجتماعي وتنظيم الفعاليات والأنشطة وتحرير الكتب.